منير
عدد المساهمات : 37 نقاط : 144 تاريخ التسجيل : 07/11/2011
| موضوع: وفاة المروءة أم أزمة ثقة ؟ الخميس ديسمبر 08, 2011 2:33 pm | |
| الشمس تلهب السماء وتمد اشعتها الحارقه فى منتصف النهار داخل السوق والناس بين راكض نحو مواصلات وبين مسرع نحو ظل يقيه سخونة الجو وبين آخرين توقفو من فرط التعب وسخونه الجو ليشربو بعض المرطبات على قارعة الطريق.
الكل ملهى بهمه ولايعير مايجرى حوله اى نوع من الاهتمام وفى وسط الزحمة مررت انا مسرعا نحو مكان تواجد المواصلات التى سوف تقلنى للمنزل احمل حقيبتى بيد وامسح عن جبينى العرق الملتهب الذى ينسال حتى لايصل لعينى ويحرقها بملوحته وانفاسى تتسارع فأنا لم اتناول اى شئ منذ الصباح من فرط الانهماك فى العمل ولا استطيع الانتظار حتى اصل للمنزل لأنعم بلحظة راحه ووجبه دسمه ترد فى جسدى بعض النشاط والحيويه .
ولمحت وسط الزحام إمرأة وفتاة صعيره نسبيا المرأة تحمل تلفازا كبير الحجم على كتفها ومن تعابير وجهها تستطيع ان تعرف مدى ثقل حجم الجهاز والفتاة الصغيره تحمل جهاز الإستقبال " الرسيفر" والناس تنظر إليهم غير عابئه بما ترى فأبطأت من سرعتى لأعرف هل وصلا للمكان الذى تنشدانه ام انهما لاتزالان بعيدتان حتى اقوم بمساعدتهما فى حمل العبئ الثقيل عن اكتاف المرأة وعندما احسست انهما لاتزالان بعيدتان استدرت إليهما ومددت يدى طالبا من المرأة أن تدعنى اساعدها فى حمل الجهاز عنها فكانت المفاجئة
المرأة : "عاوزو ليه؟" .
المرأة :" حتعمل ليهو شنو؟"
أنا :"أشيلو ليكى واوصلو ليكى مكان ما ماشين".
الفتاة الصغيره : "عليك الله بطل عوارة ".
الفتاة الصغيره :"حسى هى قالت ليك عاوزة مساعده؟".
المرأة :"دى حركات حراميه".
سيل من الأسئلة والإتهامات وطبعا كل من كان حولنا توقف عما كان يفعله وبدا فى التفرج على وعلى كرامتى وهى تتبعثر كالزجاج المكسور.
انسحبت بهدوء وواصلت طريقى نحو المواصلات وبدأت أفكر فى المستوى والحال الذى وصل إليها مجتمعنا من تردى فى التفكير وسوء ظن
لدرجة ان من يقدم المساعده يتهم باللصوصيه.
هل انعدمت المروءة فعلا فأصبح كل من تظهر عليه علامات المروءة متهم بالعبط والعوارة حتى تثبت برائته؟
بالطبع كل من سيجيب على تساؤلاتك سيتهم الظروف المعيشيه والحكومة
ولكن قبل ان يفعلو أقول لهم لايغير الله مابقوم حتى يغيرو مابأنفسهم
فإن هم غيرو فى انفسهم للأفضل بدل الله حالهم للأفضل
وإن فعلو العكس نالو سخط الله وغضبه
اللهم إرفع سخطك وغضبك عنا إنك سميع مجيب.
تحياتى لكم ودمتم سالمين
| |
|